7c6a7094805ec07abad86d4e33594f3b

عاجل اعتقال صاحب تطبيق تليغرام بافيل دوروف في مطار فرنسي

بافيل دوروف

 ألقت الشرطة الفرنسية القبض على رئيس شركة تليغرام، بافيل دوروف، في مطار شمال باريس، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام فرنسية. وأوضحت التقارير أن الملياردير الروسي اعتقل فور هبوط طائرته الخاصة في مطار لو بورجيه شمال العاصمة الفرنسية.

بافيل دوروف


وبحسب المسؤولين، تم توقيف دوروف البالغ من العمر 39 عامًا بموجب مذكرة اعتقال صدرت في إطار تحقيق أولي تجريه الشرطة حول جرائم تتعلق بتطبيق تليغرام. وتركز التحقيقات على نقص الرقابة والإشراف على المنصة، مما يُعتقد أنه يساهم في تسهيل الأنشطة الإجرامية دون رادع.


من المتوقع أن يمثل دوروف أمام المحكمة يوم الأحد، حيث تشير التقارير إلى أن هيئة مكافحة العنف ضد القاصرين في فرنسا هي التي أصدرت مذكرة الاعتقال. وتدور الشبهات حول تورط دوروف في جرائم مزعومة تشمل الاحتيال، والاتجار بالمخدرات، والتنمر الإلكتروني، والجريمة المنظمة، والترويج للإرهاب. يُتهم دوروف بالتقصير في اتخاذ الإجراءات الكافية للحد من الاستخدام الإجرامي لتطبيق تليغرام.


وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلاً عن أحد المحققين، بأنهم فوجئوا بوصول دوروف إلى باريس رغم علمه بأنه مطلوب، مما أثار دهشتهم. كما ذكرت قناة (تي إف 1) أن دوروف كان في رحلة قادمة من أذربيجان، وألقي القبض عليه حوالي الساعة 20:00 (18:00 بتوقيت غرينتش).


وأسس بافيل دوروف شركة تليغرام في عام 2013، وغادر روسيا في 2014 بعد رفضه الامتثال لمطالب الحكومة بإغلاق مجموعات المعارضة على منصته للتواصل الاجتماعي "في كونتاكتي" (VK)، التي قام لاحقًا ببيعها.


وفقًا لتقارير إعلامية روسية وفرنسية، حصل دوروف على الجنسية الفرنسية في عام 2021، ونقل مقر تليغرام إلى دبي في 2017.

في مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون في أبريل/نيسان، تحدث دوروف عن مغادرته لروسيا ورحلة البحث عن مقر جديد لشركته، التي قادته إلى برلين ولندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو. وصرح قائلاً: "أفضل أن أكون حراً على أن أتلقى أوامر من أي أحد."


كما أشار دوروف إلى أنه، بخلاف النقود أو البيتكوين، لا يمتلك أصولاً كبيرة مثل العقارات أو الطائرات أو اليخوت، حيث يسعى للحفاظ على حريته الشخصية.

في تصريح سابق، قال دوروف، الذي تُقدر ثروته بحسب مجلة فوربس بنحو 15.5 مليار دولار، إن بعض الحكومات حاولت الضغط عليه، لكنه أكد أن تليغرام، التي تضم الآن 900 مليون مستخدم نشط، ستظل "منصة محايدة" وليست "لاعبًا في الجغرافيا السياسية". كما تعهدت تليغرام بعدم الكشف عن أي معلومات حول مستخدميها.


ويُعتبر تليغرام من بين منصات التواصل الاجتماعي الرائدة عالميًا، بجانب فيسبوك، يوتيوب، واتساب، إنستغرام، تيك توك، ووي تشات. ويحظى بشعبية خاصة في روسيا، أوكرانيا، ودول الاتحاد السوفييتي السابق.


في عام 2018، قامت السلطات الروسية بحظر التطبيق بعد رفض دوروف تسليم بيانات المستخدمين، لكن الحظر رُفع في 2021. ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، أصبح تليغرام المصدر الأساسي للمعلومات غير المفلترة من الجانبين حول الحرب والسياسات المحيطة بها. ويُستخدم التطبيق بشكل كبير من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفريقه، كما يعتمد عليه الكرملين والحكومة الروسية لنشر الأخبار. وأصبح تليغرام من المنصات القليلة التي يتمكن الروس من خلالها من متابعة أخبار الحرب.


ردًا على تقارير اعتقال دوروف، أكدت السفارة الروسية في فرنسا أنها لم تتلقَّ أي تواصل من فريقه، لكنها تعمل على "توضيح الموقف". كما أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن تساؤلها حول ما إذا كانت المنظمات غير الحكومية الغربية ستطالب السلطات الفرنسية بالإفراج عن دوروف.


في منشور على تليغرام، كتبت زاخاروفا: "هل تعتقدون أن هذه المنظمات ستناشد باريس وتطالب بالإفراج عن دوروف، أم ستظل صامتة؟"، مرفقة صورة لعدد من تلك المنظمات.

بدوره، اتهم ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، فرنسا بالتصرف بأسلوب ديكتاتوري، مغردًا: "لا يزال بعض الساذجين لا يدركون أن اللعب بدور مؤثر في الساحة الدولية للمعلومات يعرضهم للخطر إذا زاروا دولًا تتجه نحو مجتمعات أكثر شمولية."