واصلت أسعار النفط صعودها في ختام تداولات الجمعة، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بدعم من انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، وهو ما يعكس زيادة الطلب على الوقود مع دخول موسم العطلات. وبلغت أسعار خام برنت 74.17 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس 70.60 دولار للبرميل، ليحققا مكاسب أسبوعية جيدة وسط التداولات الضعيفة المعتادة في نهاية العام.
الانخفاض في مخزونات النفط الأميركية
أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار 4.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر، وهو ما جاء أكبر من المتوقع. وتعد هذه الزيادة في الطلب على الوقود خلال العطلات إشارة إلى قوة استهلاك المصافي الأميركية، في وقت يشهد فيه السوق العالمي تدفقات محدودة في المعروض بسبب التوترات الجيوسياسية.
النمو الاقتصادي الصيني والطلب على النفط
من جهة أخرى، سجلت الأسواق النفطية تفاؤلا ملموسا بالنمو الاقتصادي في الصين، حيث قام البنك الدولي برفع توقعاته للنمو في الصين لعامي 2024 و2025. الصين تعد من أكبر مستهلكي النفط في العالم، وأي تحسن في النمو الاقتصادي بها يزيد من الطلب على النفط، ما يعزز التوقعات الإيجابية في السوق.
التوترات الجيوسياسية وأثرها على الأسواق
على الصعيد الجيوسياسي، شهدت المنطقة تصاعدًا في التوترات، خصوصًا في الشرق الأوسط، حيث استمرت العمليات العسكرية في غزة وتعرضت أهدافا في اليمن لضربات إسرائيلية. كما أثير الجدل حول احتجاز فنلندا لسفينة نفط روسية للاشتباه في تأثيرها على البنية التحتية للإنترنت والطاقة. رغم هذه الأحداث، يتوقع المحللون أن يكون لها تأثير محدود على أسعار النفط قبل حلول العام المقبل.
ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، حيث سجلت أسعار الغاز الهولندي والبريطاني مستويات مرتفعة وسط تضاؤل الآمال في التوصل إلى اتفاقات جديدة بشأن نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا، وهو ما يعكس استمرارية المخاوف من نقص المعروض في الأسواق الأوروبية.
توقعات السوق في 2024
يستمر المحللون في مراقبة تطورات الاقتصاد الصيني وأسواق النفط العالمية عن كثب، إذ تعد هذه العوامل من بين المحركات الرئيسية التي قد تحدد مسار الأسعار في عام 2024. ومع التحسينات المتوقعة في الاستهلاك العالمي، وتزايد المخاوف الجيوسياسية، يبدو أن أسواق النفط ستظل تحت ضغوط وتقلبات كبيرة في الأشهر المقبلة، مما قد يؤدي إلى مزيد من التذبذب في الأسعار.
يترقب الجميع بداية العام الجديد مع تطلعات بأن يشهد السوق مزيدًا من الاستقرار والتوازن بين العرض والطلب على النفط، رغم تحديات الإنتاج والتوترات السياسية التي تلوح في الأفق