مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، تتعرض العديد من الدول لموجات حر شديدة قد تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، خصوصًا مرضى القلب والجهاز التنفسي.
فمع وصول درجات الحرارة إلى مستويات تتجاوز 40 درجة مئوية، يصبح الجسم أكثر عرضة لفقدان التوازن في تنظيم درجة حرارته الداخلية، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
أبرز التأثيرات الصحية لموجات الحر على القلب والرئتين، وأهم النصائح الوقائية التي يجب اتباعها، وفقًا لما أوضحته الدكتورة شرادا غاندي، استشارية الطوارئ في مستشفى العائلة المقدسة بمومباي، لموقع Hindustan Times.
تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الجسم
أوضحت د. شرادا أن الحرارة المرتفعة، خاصة عندما تتجاوز 103 – 104 فهرنهايت (أي ما يعادل نحو 39.5 – 40 درجة مئوية)، تُحدث خللًا في قدرة الجسم على تنظيم حرارته بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى إجهاد حراري يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على وظائف القلب والرئتين.
كيف تؤثر درجات الحرارة العالية على القلب؟
ارتفاع الحرارة يضع عبئًا كبيرًا على القلب، خاصة عند مرضى القلب وكبار السن، وتشمل الآثار السلبية ما يلي:
-
انخفاض ضغط الدم نتيجة توسع الأوعية الدموية بفعل الحرارة، مما يقلل من كمية الدم المتدفقة إلى أعضاء الجسم.
-
زيادة معدل ضربات القلب لتلبية احتياجات الجسم من الأوكسجين، وهو ما قد يؤدي إلى تسارع القلب البطيني أو الرجفان الأذيني والبطيني.
-
ضعف عضلة القلب بسبب انخفاض تدفق الدم، مما يزيد من خطر فشل القلب.
-
تندب القلب الناتج عن الإجهاد الحراري المستمر.
-
زيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بسبب تأثر الأوعية الدموية وتجلط الدم.
تأثير الحرارة المرتفعة على الجهاز التنفسي
الجهاز التنفسي أيضًا لا ينجو من آثار الحر الشديد، وخاصة عند مرضى الربو أو الانسداد الرئوي المزمن. وتوضح الدكتورة غاندي أن أهم التأثيرات تشمل:
-
زيادة معدل التنفس بسبب الحاجة للأوكسجين.
-
تشنج الشعب الهوائية، ما يؤدي إلى ضيق في التنفس.
-
متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، والتي قد تهدد حياة المريض في حال لم يتم التعامل معها بشكل سريع.
-
الالتهاب الرئوي، والذي يمكن أن ينجم عن ضربات الشمس والتعرض المفرط للحرارة.
نصائح للوقاية من تأثيرات الحرارة على القلب والرئتين
لحماية نفسك من المخاطر الصحية المرتبطة بموجات الحر، خاصة إن كنت من الفئات الأكثر عرضة، اتبع الإرشادات التالية:
-
الإكثار من شرب المياه: الحفاظ على ترطيب الجسم باستمرار يساعد على تنظيم درجة حرارته وتجنب الجفاف.
-
تجنب المجهود البدني وقت الذروة: يُفضل الابتعاد عن الأنشطة الشاقة خلال الفترة من 12 ظهرًا إلى 4 عصرًا.
-
اللجوء إلى أماكن باردة أو مظللة: سواء كنت في العمل أو المنزل، حافظ على بقائك في مكان جيد التهوية أو مكيف.
-
ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون: تساعد على تقليل امتصاص الحرارة.
-
مراقبة الأعراض التحذيرية: في حال شعرت بالدوخة، التعرق الزائد، صعوبة في التنفس أو تسارع ضربات القلب، لا تتردد في طلب المساعدة الطبية فورًا.
-
استشارة الطبيب بشكل منتظم: خاصة لمرضى القلب أو الجهاز التنفسي الذين قد يحتاجون إلى تعديل جرعات الأدوية خلال فصل الصيف.
خلاصة
الحر الشديد ليس مجرد إزعاج موسمي، بل يمثل تهديدًا حقيقيًا لصحة القلب والرئتين، خاصة لدى الفئات الحساسة. باتباع النصائح الوقائية، والوعي بالأعراض التحذيرية، يمكنك تقليل المخاطر بشكل كبير والاستمتاع بصيف أكثر أمانًا وصحة.