صيام شهر رجب كاملاً هو موضوع اختلف فيه الفقهاء، حيث اعتبر البعض أنه لا مانع من صيامه كاملاً، بينما ذهب آخرون إلى كراهته. والحكمة من هذا الاختلاف تكمن في أن شهر رجب ليس من الأشهر التي لها صيام خاص أو عبادة محددة، لذا من الأحوط ألا يتم صيامه كاملاً إلا عند وجود سبب محدد لذلك.
هل صام النبي صلى الله عليه وسلم في أول شهر رجب؟
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم شهر رجب كاملاً أو في أول شهره، ولكن ثبت أنه كان يصوم في بعض الأشهر المعينة مثل شهر شعبان، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
حكم صيام أول رجب:
بالنسبة لصيام أول رجب، فإن الفقهاء اختلفوا في حكمه. فريق منهم يرى استحباب صيامه، بينما يرى آخرون أنه لا يجب التخصيص في صيام هذا الشهر. وقد ثبت عن دار الإفتاء المصرية أن الصيام في شهر رجب، سواء في أوله أو في أي يوم منه، جائز ولا حرج فيه، حيث لا يوجد دليل شرعي يمنع ذلك، بل إن الصيام بشكل عام له أجر عظيم في الإسلام.
فضل صيام رجب:
من المعروف أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي خصها الله بالفضل، ويجدر بالمسلم أن يستغل هذه الأشهر بالتقوى والطاعات. وقد ورد حديث عن أبي قلابة رضي الله عنه: «في الجنة قصر لصوام رجب»، مما يشير إلى فضيلة صيام هذا الشهر، على الرغم من ضعف بعض الأسانيد المتعلقة بهذا الحديث.
ختامًا:
يجدر بالمسلمين أن يحرصوا على الصيام في الأيام التي يكون فيها أجر كبير، مثل صيام الأشهر الحرم، وذلك مع التأكيد على أن الصيام في رجب، سواء كاملاً أو في أي وقت فيه، جائز ويعتبر من الأعمال الصالحة التي يمكن أن تساهم في رفع درجات العبد