على الرغم من ارتفاع مؤشر السوق السعودي أمس الأحد، إلا أن السوق لا تزال تحت تأثير عدة عوامل تؤثر على أدائها في المدى القصير. المخاوف الجيوسياسية، بالإضافة إلى التذبذب المستمر في أسعار النفط، تمثل تحديات حقيقية للقطاعين المالي والعقاري في المنطقة. هذه العوامل تزيد من حالة القلق لدى المستثمرين، مما يدفعهم إلى اتخاذ مواقف حذرة، خصوصًا في ظل حالة عدم اليقين التي تهيمن على الأسواق.
القطاع العقاري، رغم ذلك، شهد حالة من التفاؤل مدعومة بإعلانات جديدة من الشركات العاملة فيه. شركتا "الرياض للتعمير" و"المملكة القابضة" من بين الشركات التي شهدت أداءً جيدًا، ما يعكس مدى قوة هذا القطاع في السوق المحلية. إذ بلغ سهم "الرياض للتعمير" أعلى مستوياتها منذ عام 2005، في ظل الزخم الكبير الناتج عن مشاريع جديدة تشمل مجالات اللوجستيات، الترفيه، والسكن. هذه الإعلانات تساهم في تحسين المعنويات وزيادة الثقة في القطاع العقاري، الذي يعد من القطاعات المهمة في الاقتصاد السعودي.
من جانب آخر، توقع المحللون أن تستمر السوق في التحركات العرضية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع غياب المحفزات الكبرى. المراقبون يتطلعون إلى معرفة نتائج الربع الرابع من عام 2024، التي قد تسهم في تحديد اتجاه السوق بشكل أكثر وضوحًا. المستثمرون يتوقون لتوضيحات بشأن أسعار النفط المستقبلية، إذ لا تزال تذبذباته تؤثر بشكل كبير على القطاعات الكبرى، خصوصًا في الدول المنتجة للنفط مثل المملكة.
في خضم هذه الأوضاع، يُتوقع أن تظل الأسواق المحلية حساسة للتطورات العالمية، خصوصًا فيما يتعلق بتوجهات السياسة النقدية الأميركية وأي تطورات جيوسياسية قد تطرأ في المنطقة. وتظل حالة الترقب قائمة بين المستثمرين المحليين والدوليين حتى يتضح المسار المستقبلي للأسواق بعد ظهور البيانات الاقتصادية والتجارية القادمة.