أظهرت دراسة بريطانية حديثة صدمة للمدخنين، حيث كشفت أن السيجارة الواحدة قد تقصر عمر المدخن بحوالي 20 دقيقة. وأكد التقرير الذي نشره موقع "الجارديان" أن علبة السجائر كاملة قد تنقص حوالي 7 ساعات من عمر المدخن. هذا الاكتشاف يعيد إلى الأذهان التأثيرات الخطيرة للتدخين على الصحة، ويطرح تساؤلات عن كيفية الحد من هذه العادة الضارة.
وفي مواجهة هذا الخطر، قدمت هيئة الدواء المصرية مجموعة من الإرشادات والطرق الفعّالة لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين. تشمل هذه الطرق العلاج ببدائل النيكوتين، مثل لصقات النيكوتين والعلكة، إلى جانب أساليب أخرى مثل التأجيل، ممارسة الأنشطة البدنية، وتجربة تقنيات الاسترخاء. كما شددت الهيئة على أهمية تجنب المثيرات التي تدفع المدخن إلى العودة للتدخين مثل الأماكن التي يُعتاد فيها على التدخين أو حالات التوتر.
تأثير التدخين على الصحة
تعتبر نتائج الدراسة البريطانية بمثابة تحذير قوي للمدخنين، حيث تشير إلى أن التدخين لا يؤثر فقط على الرئتين ولكنه يؤدي أيضًا إلى تراجع كبير في العمر. حسب ما أشار تقرير "الجارديان"، فإن كل سيجارة يتم تدخينها تقصر حياة المدخن بحوالي 20 دقيقة، بينما يؤدي تدخين علبة كاملة من السجائر إلى فقدان نحو 7 ساعات من العمر. ويُضاف إلى ذلك أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان، أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الرئة المزمنة.
تُعد هذه الأرقام تذكيرًا صارمًا بالعواقب الصحية الوخيمة التي تترتب على التدخين، مما يبرز أهمية التوعية بمخاطره والبحث عن طرق فعالة للإقلاع عنه.
طرق الإقلاع عن التدخين
من خلال تقديم الحلول العملية التي تساعد المدخنين على ترك هذه العادة، تمكنت هيئة الدواء المصرية من وضع برنامج شامل للتخلص من التدخين. تتضمن هذه الأساليب العلاجية بعض الطرق المدعومة علمياً لتقليل التوتر والرغبة في التدخين:
العلاج ببدائل النيكوتين: يُعد العلاج ببدائل النيكوتين من أكثر الطرق المعتمدة لمساعدة المدخنين في التخلص من الإدمان. يشمل هذا العلاج استخدام لصقات النيكوتين، العلكة، أو أقراص الاستحلاب التي توفر للمدخن جرعة من النيكوتين بشكل تدريجي لتقليل الاعتماد عليه. كما يتوفر بخاخ الأنف كبديل فعال لمن يعانون من الرغبة الشديدة في التدخين.
التأجيل: تشير الدراسات إلى أن من أفضل الطرق لتجنب التدخين هو تأجيل الرغبة الملحة في التدخين. يُنصح المدخن بتأجيل تدخين السيجارة لمدة 10 دقائق أو أكثر، والقيام بشيء يشغله عن التفكير في التدخين. هذه الطريقة تساعد المدخن على مقاومة الرغبة في التدخين وتزيد من فرص نجاح عملية الإقلاع.
ممارسة الأنشطة البدنية: يمكن أن تساعد الأنشطة البدنية والرياضة على تقليل التوتر الناجم عن التوقف عن التدخين، حيث تشغل الذهن وتبعث على الراحة النفسية. سواء كانت الرياضة بسيطة مثل المشي أو تمارين مرونة، فإنها تساعد على تسريع عملية التخلص من النيكوتين في الجسم.
تجربة أساليب الاسترخاء: يُعد التعامل مع التوتر أحد أكبر التحديات التي يواجهها المدخنون أثناء فترة الإقلاع. لذلك، ينصح المدخنون بتجربة تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق، التأمل، اليوغا، أو حتى الاستماع إلى موسيقى مهدئة. هذه الأساليب تساعد في تقليل الرغبة في التدخين وتعزز من قدرة الجسم على مقاومة التوتر.
تجنب المثيرات: كل مدخن لديه محفزات قد تجعله يرغب في التدخين، مثل وجوده في أماكن مع الآخرين الذين يدخنون، أو خلال فترات التوتر مثل أثناء العمل أو بعد تناول الطعام. النصيحة هنا هي تحديد هذه المثيرات مسبقًا وتجنبها تمامًا. يمكن وضع خطة شخصية لتقليل التعرض لهذه المواقف عن طريق تجنب الأماكن التي يشتهر فيها التدخين، أو استبدال العادات المترتبة على التدخين بأنشطة صحية.
ختامًا:
الطريق نحو الإقلاع عن التدخين ليس سهلاً، لكنه ممكن ومتاح من خلال الالتزام بالعلاج واتباع النصائح العلمية الموصى بها. مع توفر العديد من الأساليب المدعومة علميًا، يمكن لكل مدخن اتخاذ خطوة جادة نحو تحسين صحته والعيش بحياة أطول وأكثر صحة. لا ينبغي للمدخنين أن ينتظروا حتى يصبح التأثير سلبيًا جدًا على صحتهم، بل يجب عليهم اتخاذ خطوات عملية الآن للابتعاد عن هذه العادة المدمرة