7c6a7094805ec07abad86d4e33594f3b

دراسة... بكتيريا الفم قد تحمي من الزهايمر وتحسن الذاكرة بشكل مذهل

دراسة... بكتيريا الفم قد تحمي من الزهايمر وتحسن الذاكرة بشكل مذهل

 كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة إكستر في المملكة المتحدة أن البكتيريا الموجودة في الفم قد تلعب دورًا محوريًّا في الحفاظ على الصحة الإدراكية، بل وقد تساعد على تأخير التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

بكتيريا الفم



بكتيريا "النيسرية" وتأثيرها على الدماغ

وفقًا لموقع "ساينس أليرت"، ركزت الدراسة على دور بكتيريا "النيسرية"، التي توجد بشكل طبيعي في تجويف الفم، وارتباطها بتحسين الذاكرة العاملة والوظائف التنفيذية والانتباه البصري. وشملت الدراسة 55 مشاركًا يعانون ضعفًا إدراكيًّا خفيفًا، و60 شخصًا يتمتعون بصحة إدراكية جيدة.


ووجد الباحثون أن المشاركين الذين يمتلكون وفرة عالية من بكتيريا "النيسرية" في أفواههم أظهروا أداءً إدراكيًّا أفضل مقارنة بغيرهم. كما لوحظ أن هذه البكتيريا تسهم في تحسين الذاكرة العاملة حتى لدى الأصحاء، مما يشير إلى دورها المهم في دعم صحة الدماغ.


كيف تؤثر بكتيريا الفم على الذاكرة؟

أشارت الدراسة إلى أن بكتيريا "النيسرية" تلعب دورًا في تحويل النترات الموجودة في الخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس إلى أكسيد النيتريك، وهو جزيء حيوي يساعد في توسيع الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وتعزيز الوظائف المعرفية، وتقليل الالتهابات العصبية المرتبطة بأمراض مثل الزهايمر والخرف.


ومن ناحية أخرى، حذّرت الدراسة من وجود أنواع أخرى من البكتيريا الفموية التي قد يكون لها تأثير سلبي على الدماغ، مثل بكتيريا "بريفوتيلا"، التي وُجد أنها تستنفد النترات الضرورية لإنتاج أكسيد النيتريك، ما قد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ وزيادة خطر الإصابة بالتدهور الإدراكي، خاصة لدى الأشخاص المعرضين وراثيًّا للإصابة بالخرف.


دور النظام الغذائي في تحسين الصحة الإدراكية

أكد الباحثون أن تعزيز وجود بكتيريا "النيسرية" المفيدة في الفم يمكن أن يتم من خلال اتباع نظام غذائي غني بالنترات، مثل النظام الغذائي المتوسطي، الذي يعتمد على تناول كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه والمكسرات وزيت الزيتون والأسماك.


كما أشاروا إلى أن استخدام البروبيوتيك أو البريبايوتكس قد يكون وسيلة فعالة لتعزيز توازن البكتيريا الفموية الصحية، مما يساهم في تحسين الذاكرة والوظائف الإدراكية خلال فترة زمنية قصيرة.


العلاقة بين صحة الفم وأمراض الدماغ

تتوافق هذه النتائج مع دراسات سابقة ربطت بين صحة الفم والتدهور المعرفي، حيث تم العثور على بكتيريا مرتبطة بأمراض اللثة في أدمغة مرضى الزهايمر المتوفين. وهذا يؤكد أهمية العناية بصحة الفم ليس فقط للحفاظ على الأسنان، ولكن أيضًا للحفاظ على صحة الدماغ على المدى الطويل.


كيف تحافظ على صحة الفم لدعم الدماغ؟

للحفاظ على توازن البكتيريا الفموية وتعزيز الصحة الإدراكية، ينصح الخبراء باتباع الخطوات التالية:

  • تنظيف الأسنان بانتظام: استخدام فرشاة الأسنان والخيط الطبي يقلل من تراكم البكتيريا الضارة.
  • اتباع نظام غذائي غني بالنترات: تناول الخضراوات الورقية والفواكه لدعم إنتاج أكسيد النيتريك.
  • شرب الماء بانتظام: يساعد على غسل البكتيريا الضارة وتحفيز إنتاج اللعاب الذي يحافظ على توازن الميكروبيوم الفموي.
  • تجنب التدخين والكحول: يؤثران سلبًا على صحة الفم ويزيدان من خطر الإصابة بأمراض اللثة والخرف.
  • زيارة طبيب الأسنان بانتظام: للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية قد تؤثر على توازن البكتيريا الفموية.

خلاصة الدراسة

تؤكد هذه الدراسة أن البكتيريا الفموية لا تؤثر فقط على صحة الفم، بل تلعب دورًا أساسيًا في دعم وظائف الدماغ. ويمكن أن يكون الحفاظ على توازن البكتيريا المفيدة، مثل "النيسرية"، من خلال اتباع نظام غذائي صحي والعناية الجيدة بالفم، خطوة مهمة في الوقاية من التدهور المعرفي وتحسين القدرات الذهنية مع التقدم في العمر.